ارادة التغير بين الامس واليوم

قبل الثورة التونسية الغراء البيضاء المجيدة كانت الشعوب خجلة باحتجاجاتها ومظاهراتها ومعارضتها للانظمة القمعية الحاكمة المستبدة الظالمة والتي
استمدت هذا الطغيان والاطمئنان من عدم العقاب والانتفاض من سبات الشعوب واصواتها الخجلة المطالبة بالتغيير ولاسيما الواقع العراقي المأساوي فان التغيير لم يحصل على ايدي ابناء البلد بل اتى من خلال الاحتلال فتبدل الحال من سلطة فرعون الى سلطة المحتل واذنابه وعماله الخونة الذي عاهدوا انفسهم على خدمة دولهم التي هيأت لهم هذه الفرصة الذهبية التي كانوا لايحلمون بها , وكذلك الحال في صنعاء قبل ثورة شعب تونس لم تكن مطالباتهم بتنحية علي عبدالله صالح بصورة علنية والشعب الاردني والجزائري ولكن ما ان تمت الانتفاضة التونسية الحرة واقتلعت نظام عمره اكثر من ( 23 ) عاما حتى تصاعدت حدة المعارضة في الشعوب والاحتجاجات ومطالباتها الصريحة بعزل الحكام وحتى في مصر وصلت هذه الظاهرة واجتازت حاجز التعديلات الدستورية الى اكثر من ذلك ونحن نتكلم في اطار الوطن العربي , وهذا يدل على ان الشعوب تحتاج الى من يحركها ويقودها نحو الحرية والاستقلال والكرامة واشعال نار الوطنية فيها الا شعبك ياعراق الا ابنائك ياعراق فلم يحركوا ساكنا رغم الظلم المضاعف بالمقارنة بباقي الشعوب المنتفضة فهذا الشعب الاردني يحتج ويتظاهر ويطالب بتغيير الحكومة بسبب غلاء اسعار بعض المواد الاساسية ونحن في العراق تسلب اموالنا ويقتل ابناءنا وتنهب خيراتنا وتنتهك حرماتنا وتداس كراماتنا بالارجل ونفتقر الى ابسط مقومات الحياة والخدمات بل اصبحنا جسورا وطرقا لعبور الظالمين والخائنيين لماذا هذا الحال ياموطني لماذا ابناءك انت عليهم هين ارضك سماءك ماءك خيراتك مقدساتك كلها هينة عليهم وهانت عليهم كرامتهم ودماءهم من اجل غيرهم من الدخلاء والعملاء والغازين , اذاياشعبي انك تضحي وتصبر ولكن لمن وعلى من لأناس يريدون موتك وقتلك وتقسيمك وتقطيعك اربا اربا , اه ياشعبي لو ضحيت من اجل العراق فقط وفقط ولو هممت بكرامتك فقط وفقط ولو اخترت المخلصين الوطنيين فقط وفقط لكانت تونس تنتخي بك واليمن تتاسى بموقفك ومصر تتمنى شعبك والجزائر تسعى لتضحياتك , ولكن تتحرك دكة الموتى ولا تتحرك لك شعرة